
جامعه الأزهر
الدراسه فى جامعه الازهر
مقدمة
تُعد جامعة الأزهر من أقدم الجامعات في العالم وأشهرها، وهي منارة علمية وفكرية تجمع بين العلوم الدينية والعلوم الدنيوية، وقد ظل الأزهر الشريف عبر القرون منبرًا للوسطية والاعتدال، وحصنًا للغة العربية والثقافة الإسلامية، ومركزًا لتخريج العلماء والدعاة والقضاة والمفكرين.

تأسيس جامعة الأزهر
تعود نشأة جامعة الأزهر إلى القرن الرابع الهجري، حيث أسسها القائد الفاطمي جوهر الصقلي عام 359هـ (970م)، وذلك بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وذلك ضمن خطة نشر الثقافة الإسلامية الشيعية آنذاك. وقد سُميت بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد ﷺ، التي ينتسب إليها الفاطميون.
بُني الجامع الأزهر في البداية كمكان للصلاة والعبادة، لكنه سرعان ما أصبح مركزًا تعليميًا هامًا، حيث بدأت حلقات الدروس فيه بعد عامين فقط من تأسيسه. وفي عهد الدولة الأيوبية تحوّل الأزهر إلى معقل للسنة ومركز للدراسات الإسلامية على المذهب السني.
مراحل تطور الأزهر
على مدار العصور، شهد الأزهر تطورًا ملحوظًا، حيث انتقل من كونه مسجدًا إلى جامعة متكاملة تضم العديد من الكليات والمعاهد العلمية. وقد توسع نطاق الدراسة فيه ليشمل علوم الفقه، التفسير، الحديث، النحو، البلاغة، الفلسفة، الفلك، الطب، الرياضيات، وغيرها.
وفي العصر الحديث، شهد الأزهر إصلاحات كبرى بدأت مع محمد علي باشا الذي سعى لتطوير التعليم بوجه عام، ثم جاءت حركة إصلاحية كبيرة بقيادة الشيخ محمد عبده في أواخر القرن التاسع عشر، حيث أدخل تحديثات شملت المناهج، وأساليب التدريس، والإدارة التعليمية.
وفي عام 1961م صدر القانون رقم 103 الذي أعلن الأزهر جامعة حديثة تضم كليات للدراسات الدينية والعلمية معًا، فظهرت كليات مثل الطب، الهندسة، الزراعة، العلوم، التجارة، بجانب الكليات الشرعية واللغوية.
هيكل جامعة الأزهر
تضم جامعة الأزهر اليوم ثلاث مقرات رئيسية: في القاهرة، طنطا، وأسيوط، بالإضافة إلى عشرات الكليات والمعاهد المنتشرة في جميع أنحاء مصر. وتنقسم الكليات إلى:
-
الكليات الشرعية والعربية: مثل كلية أصول الدين، كلية الشريعة والقانون، كلية اللغة العربية.
-
الكليات العلمية: مثل كليات الطب، الهندسة، العلوم، الزراعة، الصيدلة.
-
الكليات النسائية: حيث خصصت الجامعة مقرات للفتيات شملت معظم التخصصات، ما يعزز دور المرأة في المجتمع العلمي والديني.
دور جامعة الأزهر في العالم الإسلامي
لم يقتصر دور الأزهر على مصر وحدها، بل امتد تأثيره إلى العالم الإسلامي أجمع. فقد استقبل الأزهر طلابًا من شتى بقاع الأرض الإسلامية، وأرسل بعثات علمية ودعوية إلى دول آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وكان الأزهر وما زال قبلة للدارسين من مختلف الجنسيات، حيث يضم معاهد للأجانب، وكليات للدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية والفرنسية، ويخرج آلاف الدعاة والعلماء سنويًا الذين يحملون رسالة الإسلام الوسطى إلى العالم.
كما يلعب الأزهر دورًا كبيرًا في مجال الحوار بين الأديان والثقافات، حيث أنشأ لجنة “بيت العائلة المصرية” بالتعاون مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لتعزيز السلم الاجتماعي، كما يشارك في المؤتمرات الدولية حول التسامح الديني ومكافحة التطرف.
الأزهر والاعتدال الديني
يتميز منهج الأزهر الشريف بالاعتدال والوسطية. فالعقيدة الأزهرية تعتمد على المذهب الأشعري، والفقه على المذاهب الأربعة، والسلوك على منهج التصوف السني النقي. وقد واجه الأزهر خلال تاريخه حملات الغلو والانحراف الفكري بالتوعية والدعوة إلى القيم الإسلامية السمحة.
ولم يكن الأزهر بعيدًا عن قضايا أمته، فقد شارك علماؤه في مقاومة الاستعمار، ودعوا إلى الحرية والعدالة الاجتماعية، وكان له موقف واضح من قضايا التحرر الوطني والاستقلال في العديد من البلدان العربية والإسلامية.
الشخصيات البارزة التي تخرجت في الأزهر
خرّج الأزهر آلاف العلماء والأدباء والمفكرين والقادة، ومن أبرزهم:
-
الإمام محمد عبده، رائد الإصلاح الديني.
-
الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الداعي للتقريب بين المذاهب.
-
الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي.
-
الشيخ عبد الحليم محمود، الفيلسوف الإسلامي الشهير.
-
بالإضافة إلى شخصيات عربية وإسلامية تخرجت من الأزهر وأسهمت في تطوير الفكر والثقافة في بلادها.
التحديات التي تواجه جامعة الأزهر
رغم التاريخ العريق والمكانة الرفيعة، تواجه جامعة الأزهر تحديات متعددة أبرزها:
-
مواكبة التطور العلمي الحديث: ضرورة تحديث المناهج وربط العلوم الدينية بالمعارف المعاصرة.
-
مكافحة التطرف الفكري: الاستمرار في نشر منهج الوسطية والاعتدال في مواجهة الأفكار المتطرفة.
-
الاهتمام بالبحث العلمي: تشجيع البحث العلمي التطبيقي والديني ليواكب احتياجات العصر.
-
التوسع الجغرافي: توفير الإمكانيات المناسبة لفروع الجامعة في مختلف المحافظات.
مميزات الدراسة في جامعة الأزهر:
-
التاريخ العريق:
جامعة الأزهر من أقدم الجامعات في العالم (أُسست سنة 970م)، ولها مكانة علمية متميزة محليًا وعالميًا. -
التخصصات المتنوعة:
بجانب الكليات الدينية (الشريعة وأصول الدين واللغة العربية)، تضم كليات علمية مثل الطب والهندسة والصيدلة والعلوم، مما يجعلها جامعة شاملة. -
القيمة الدينية والعلمية:
الدراسة في الأزهر تعني تلقي علوم الشريعة واللغة العربية من مصادر موثوقة وعريقة، مع اهتمام خاص بحفظ القرآن الكريم. -
الاعتراف الدولي:
شهادات الأزهر معترف بها في كثير من دول العالم الإسلامي، وتُعد مرجعية دينية وعلمية في العديد من الدول. -
بيئة دولية:
الأزهر يستقبل طلابًا من أكثر من 100 دولة، مما يخلق بيئة دراسية متنوعة ثقافيًا وفكريًا. -
الاهتمام بتعليم اللغة العربية للأجانب:
لدى الجامعة معاهد خاصة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهو أمر مهم لمن يريد تعلم العربية من مصدر أصيل. -
التكلفة المنخفضة:
مقارنة بجودة التعليم ومكانة الجامعة، فإن الرسوم الدراسية منخفضة نسبيًا، خصوصًا للطلاب المصريين والعرب والمسلمين. -
التأثير المجتمعي:
خريجو الأزهر يحظون باحترام كبير في مجتمعاتهم، خصوصًا في المجالات الدينية والتعليمية. -
البعثات والفرص الدولية:
توجد فرص للبعثات الدراسية للخريجين إلى دول أخرى لمواصلة الدراسات العليا أو العمل في مراكز إسلامية عالمية.جامعة الأزهر: منارة العلم وقلعة الفكر الإسلامي
-
جامعة الأزهر
-
الخاتمة
تبقى جامعة الأزهر الشريف صرحًا علميًا شامخًا يشع نورًا وهداية على العالم الإسلامي. فهي ليست مجرد جامعة تقليدية، بل مؤسسة ثقافية وروحية عميقة الجذور تؤدي رسالة عظيمة في الحفاظ على هوية الأمة، ونشر قيم السلام والرحمة.
ويظل تحدي تطوير الأداء التعليمي والبحثي ومواجهة قضايا العصر أكبر مهمة تقع على عاتق الأزهر وعلمائه، ليبقى دائمًا كما كان: منارة الوسطية، وقلعة الفكر النير.
للتسجيل في أحد الجامعات الرومانية تواصل مع الخوارزمي الأكاديمي للدراسة في الخارج:
تابع قناة التيلجرام – تواصل مكتب اسطنبول